رأيت أن أحدثكم عن البشاشة. لأن البشاشة تصلح أن تكون بداية لأمور كثيرة.
فمثلاً. كل إنسان يحب أن يحتفل في بشاشة بعام جديد
في حياته. ويسميه عيد ميلاده. وبنفس البشاشة يحتفل بعيد زواجه. وبعيد حصوله علي درجة علمية عالية.
وبالبشاشة أيضاً نحتفل بأي عيد ديني. أو أي عيد وطني. أو أية مناسبة شعبية بهيجة.
ذلك لأن البشاشة علامة علي الفرح. وهي دليل علي السلام الداخلي. وكلنا يحب الفرح والسلام.
الشخص البشوش يسعد الناس ببشاشته. ويشركهم معه في فرحه. وهم يستبشرون به. وينقلهم إلي نفس مشاعر البهجة التي له.
إنه يشيع السلام حواليه. ويبعث الطمأنينة في قلوب الآخرين. البشاشة تشع من نظرات عينيه. ومن ابتسامته ومن ملامح وجهه. ومن أسلوب حديثه. إنه نفس مستريحة من الداخل. وقادرة علي إراحة غيرهم. تشعرهم أنه لا يوجد سبب يدعو إلي الكآبة. بل هناك الفرح علي الرغم من كل شيء.
أما الكآبة والتعب وفقدان السلام. فهي دلائل علي ضعف الإيمان داخل القلب. لأن قلب المؤمن مهما أحاطت به المتاعب. ففي داخله أمل ورجاء في أن كل الأمور ستؤول أخيراً إلي الخير. لذلك فإنه يكون
الإنسان البشوش لا يعيش في التعب الحاضر. إنما بالرجاء يعيش في الفرح المقبل.
إن لم يجعله الواقع سعيداً. فإنه يعيش سعيداً في الأحلام في الخيال. ولا يكون خلاله وهماً. إنما حقيقة مبنية علي الإيمان بأن الله يرعي خليفته. وإنه لابد سيأتي ليحل له كل إشكالاته. مهما خيّل إليه أنه قد أبطأ في معونته!! كلا. إن وعود الله صادقة. ولابد سيأتي. وهذا يدعو إلي البشاشة.
لذلك فإن البشوش هو إنسان مؤمن بالمعونة الإلهية. لا يشك فيها إطلاقاً. بل يقول للرب كما قال داود النبي في المزمور "اذكر لي كلامك الذي جعلتني عليه أتكل. هذا الذي عزاني في مذلتي".