http://www5.0zz0.com/2009/04/18/23/429424481.jpgلو أخذنا اسم الشارة الخشبية فان هذا الاسم يدل دلالة واضحة على معناها فالشارة هي العلامة المميزة او التي تميز بين عملين: عمل التلقي والأخذ وعمل البذل والعطاء، لذا فان لهذه الشارة العظيمة حقاً ، قيمتها المعنوية .
إن القيمة ليست بالمادة نفسها انما بما ينطوي من معاني وراء هذه الشارة ولقد اخذت قيمتها لانها فاصل بين أخذ وعطاء. هذا تفسير لمعنى الشارة. وأما الخشبية فلأن الجزء المميز من هذه الشارة فهو معمول من نوع خاص يؤخذ من شجر الكوا.
تاريخ الشارة الخشبية :
في عام 1919 م عندما بدأت الحركة الكشفية آخذة في الانتشار، تولدت الحاجة إلى تدريب عدد من القيادات يكون مسؤولا عن قيادة الحركة، فأقام بادن باول دورة تدريبية لعدد من القيادات في هذا العام، وعقد الدراسة في مخيم جيلويل بارك بإنجلترا، والذي أصبح منذ ذلك التاريخ أول مركز لتدريب القيادات الكشفية في العالم، وفي ختام الدورة التدريبية أراد بادن باول أن يمنح القادة المتدربين رمزا أو شارة أو وساما يميزهم عن غيرهم من القادة الذين لم يحضرو تلك الدورة التدريبية فابتكر لذلك ما أطلق عليه في حينه وسام الغاب الذي عرف فيما بعد بوسام الشارة الخشبية. وقد اختار بادن باول هذا الوسام حيث كان له دلالات سابقة مرت به خلال تجربته الطويلة ورحلاته في كل من الهند وأفريقيا وأوروبا . فالوسام المكون من ثلاثة أجزاء هي: المنديل، والشارة، وعقدة المنديل ، كان لكل واحدة منها رمزا ودلالة في حياة بادن باول يرتبط بالإرهاصات الأولى في ذهنه حول نشأة الحركة الكشفية .
وسنشير الآن إلى دلالة كل جزء منها : فالوسام المكون من خيط من الجلد الأسود معقودا في نهايته حبتان من خشب البامبو أو كما يسميه البعض الخيزران، نجد أن بادن باول قد أخذ هذا الرمز من أفريقيا وتحديدا من إحدى قبائل الزولو، الذين نزل باول في أراضيهم واضطرته الظروف العسكرية أن يدافع عن قراهم ضد هجمات الهولنديين، فأراد زعيم القبيلة أن يكرمه فأهدى له حبلا من الجلد الأسود معقودا به حبات من الخيزران وعلقها في رقبته تقديرا له وعرفانا بفروسيته، وقد كان من عادات تلك القبائل إذا بلغ الفتى فيهم مبلغ الشباب أطلقوه في الغابات وحيدا دون مؤونة ليعيش ما يقرب من ثلاثة أحوال أي سنين فإذا عاد بعدها إلى القبيلة سالما معافا فيعني أنه استطاع أن يتغلب على عناصر الطبيعة في الغابة من وحوش كاسرة وعوامل جوية صعبة، وأصبح جديرا بالحياة، فيستقبله زعيم القبيلة وأفرادها بالترحاب وتجرى له مراسم ما يعرف بحفل التنصيب يعلن فيها أنه أصبح رجلا مكتمل الرجولة، ويصبح من حقه أن يختار أي فتاة في القبيلة لتصبح زوجا له. ومن هذه الحادثة أخذ بادن باول فكرة وسام الشارة والذي أطلق عليه في حينها وسام الغاب، على اعتبار أن القيادات التي تم تدريبها في تلك الدورة التدريبية قد اجتازوا مهارات التعايش في الخلاء الذي هو ملعب الكشاف وساحة نشاطه، وأصبح يعتمد عليهم في قيادة غيرهم من الشباب. أما منديل الشارة، وهو عبارة عن شكل المنديل الكشفي العادي المتعارف عليه، غير أن له لونا مميزا اختاره بادن باول بنفسه ليكون مميزا، وهو يصنع من الصوف الخالص، أو القطن الخالص، وردي اللون، ومثبت في زاويته السفلية مستطيلا من القماش عبارة عن نسيج مخطط، وهذه النوعية من القماش هي المستخدمة في صناعة الأزار (التنورة) الاسكتلندية التي هى جزء من الزي التقليدي للانجليز، والتي تتشابه في عموم شكلها لكن لكل منطقة شكلا مميزا من النسيج من حيث تقاطع الخطوط المكونة للنسيج، وقد اختار بادن باول شكل النسيج الخاص بالمنطقة التي أقيم بها أول معسكر تدريبي تقديرا منه إلى أهل تلك المنطقة الذين تبرعوا بموقع المخيم (جيلويل بارك)، والذى أصبح بادن باول فيما بعد عندما كرمته ملكة بريطانيا ومنحته لقب لورد فأطلق عليه: لورد أوف جيلويل بارك. ومن يومها احتكر مركز تدريب جيلويل بارك صناعة الوسام والمنديل الذي يحمل رمزهم، وأصبح جميع الحاصلين على وسام الشارة الخشبية يتقلدون هذا المنديل المصنوع هناك. أما عقدة المنديل فقد ابتكرها بادن باول لتكون رباطا للمنديل الكشفي وهي عبارة عن خيط سميك من الجلد معقودا بطريقة معينة وهي إحدى العقد التي يستخدمها البحارة في مراكبهم. وقد أصبحت هذه العقدة رمزا كشفيا فيما بعد وعلامة على وحدة الحركة. هذا ما يتعلق بالوسام والمنديل والعقدة أما ما يتعلق بدرجات هذا الوسام فكما قلنا أنه على ثلاث درجات هي :
الوسام ذو الحبتين
http://www.omanscouts.250x.com/images/2%20WOOD.jpg