أسقف القليوبية يرفض تنفيذ تعليمات الأجهزة الأمنية
أسقف القليوبية يرفض تنفيذ تعليمات الأجهزة الأمنية
علي الطريق السريع بين بنها وقويسنا وبشكل شبه منتظم يستطيع المارة أن يشاهدوا رجل دين بملابس الكهنوت يسير بخطوات مسرعة كأنه يحاول اللحاق بشيء أو موعد مهم، إنه الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية ومركز قويسنا بلحيته المميزة وقوامه الرشيق، يمارس رياضة المشي لمدة ساعتين ليسير عشرات الكيلومترات يوميا.
كتب سامي فهمي:
أحيانا يغير خط سيره منطلقا من قويسنا إلي بركة السبع، وعندما يكون في زيارة لتفقد الكنائس بالقري والمراكز التابعة للأبروشية يفضل اصطحاب أحد الكهنة للسير لمسافات طويلة وسط الزراعات.
كما يصاحب الأسقف أحيانا في سيره علي الطرق السريعة قساوسة من كنائس مختلفة طبقا لجدول محدد، ولأنه يتمتع بلياقة بدنية عالية لحرصه علي ممارسة الرياضة ومعرفته بأهميتها «كطبيب» يسبق الأنبا مكسيموس من يسير معه ليصل الفارق لمسافة كبيرة، ليبدو المشهد لرجل دين في المقدمة يلهث وراءه رجل دين آخر، يلفت انتباه المارة ويثير التساؤلات خاصة أن الوقت يكون بعد منتصف الليل، الراحة الليلية تسير في أمان وطمأنينة، بل إن قائدي السيارات عندما يشاهدون هذا المشهد يقفون عارضين علي الأسقف ومرافقه توصيلهما لأي مكان.
قد يكون قائد السيارة مسلماً أو مسيحياً لا فرق فهذه هي الطبيعة الأصيلة لشعب مصر، مشاهد تكشف عمق الارتباط ووحدة النسيج والمصير لأبناء وطن واحد تحتضنه أرض مصر، ورغم ذلك فإن الأجهزة الأمنية عندما علمت بأمر هذه الرحلات الليلية شعرت بالقلق ونصحت الأسقف بتوخي الحذر وعدم المجازفة بالسير ليلا خوفا من تعرضه لأي مكروه، لم يقتنع الأنبا مكسيموس كثيرا بالنصائح الأمنية سوي أنه أحيانا يغير خط سيره، واستمر في السير علي أرض مصر التي سارت عليها العائلة المقدسة من الشمال إلي الجنوب في رحلة الهروب من هيرودس الملك بعد ميلاد المسيح.